الأحد، 18 سبتمبر 2011

ب س ا م ت


مشهد من ميدان التحرير

وأنا هناك بعيد عن الميدان
مات بين يدى
ماتت امام عينى


مشهد من ميدان التحرير
حلم فى صباه يشب بين ليلا وضحاه
لينير الطريق لنفسه ومن سواه
ليموت شهيدا
فى زمن سلام مزيفا لاتعرف الشهادة ارضه ولا سماه
واشباح الموت السوداء تاتى من كل اتجاه

صوت سيارات الشرطة يعلو فوق الاصوات
تاتى الاوامر لتعامل مع الثوار
ينزل الافراد بالزى الحديدى بالبنادق والهروات
ويتشكلون فى انتظام
والهتاف يعلو الهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

كانت هادئة فى الطفولة تدخر العنفوان
تحلم بالبطولة اذا جاء الاوان
جميلة الملامح تسحرك بالابتسام
لها قلب ام بل امة قلبا مملوء بالحنان
جريئة الرأى راسها شامخ واحلامها ليس لها عنان

خراطيم المياه ترتطم بوجوه الجموع
وقنابل الدخان تنطلق لتسيل الدموع
والحشود لاتخاف وتندفع للامام
والهتاف يعلو الهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

شب الفتى واشتد عوده وشب حلمه النجيب
واختلطت الاحلام بمرارة الايام وانحنى ظهره بليلا كئيب
ياس ظلم انكسار تعذيب
وبعد الانتظار ياتي صوت الميدان فيهب مستجيب
ينضم للصفوف فقد ان اوان الحلم والقرب من جنة الحبيب
يتقدم الافراد لمحاصرة ميدان الاحرار
يرمهم بالقنابل والمطاطى حتى يلوذوا بالفرار
ولكن هيهات هيهات
ان شبابا خلقنا احرارا رغم انف النظام
ويهتفون والهتاف يعلو الهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

رسمت ملامح فارسها المنتظر الجميل
وحصانه الذى ليس له فى الدنيا مثيل
وصوت الاجراس يعلو مختلطا بالترانيم
وفستانها الابيض يلهث خلفها ذيله الطويل
والعيون تتخطفها ويغار منها النسيم العليل

يخنقها الدخان وتسيل دموعها
فتسعل حتى كادت تنقطع انفاسها
تستجمع قواها وتلتحم وتزيح الغمام
وتهتف والهتاف يعلو الهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

تنقلب الصورة وينتصر الثوار
وتفر الافراد يخلو الميدان للاحرار
وبين ليلة وضحاها تحدث معركة الجمل
وتقترنب الشهادة من الفتى المختار
ويحتضنها فى وسط الطريق فيخفت صوته الجبار
فيخرج صديقه الهاتف يستدعى الانقاذ ولكن الشبكة خارج الاطار
فيبتسم ويخاطبه مودعا ابلاغ والديا بانى فى جنة الابرار

ولكن الهتاف يعلو الهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

فجاءة غاب الاحساس بالميدان والهتاف والحشود
وسالت الدماء الذكية تروى ارضنا فى لحظة الصمود
اخرجت الهاتف لتودع امها
ولكن الشبكات خانتهم واعلنت الجمود
وياتى فارسها الجميل يلتقطها من بين ايدى قاتليها
وتزفها السماء والحصان الابيض يخترق كل السدود
وترقب الميدان بنظرة مودعا وكانها تذكر الثوار بالعهود
وتهتف والهتاف يعلو والهتاف يعلو
الشعب يريد اسقاط النظام

لم نكن معاكم فى الوطن حين حررتموه
فهذا اسفنا فهل تقبلوه
فمن بعيد هتافنا معاكم هتافنا معاكم
هتافنا ضد النظام الذى اسقطموه

تحية لشهدائنا وشبابنا وشعبنا
تحيا ام الدنيا مصرنا ارض المحيا والممات
وقلبنا ومهد الحضارات
وليعلم شهدائنا الاحياء عند ربهم
ان الشعب اسقط النظام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق